کد مطلب:240866 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:234

الامر 02
التمثیل بالرؤیة فی المرآة، هو المقصود فی المقام و أما الأمر الأول المتقدم الذكر فإنما ذكرناه لكونه الأهم و لأنه الممثل المضروب من أجله المثل بالمرآة فكلاهما حری بالبحث لشدة الربط بینهما فافهم إن شاء الله تعالی.

فنقول تمهیدا لفهم المثل العجیب:

اختلفت الأنظار فی حقیقة الإبصار إلی سبعة أقوال ذكرها السبزواری فی حكمته قال:



قد قیل الإبصار بالانطباع

و قیل بالخارج من شعاع



مضطرب الآخر أو مخروطی

مصمت أو ألف من خطوط



لدی الجلیدیة رأسه ثبت

قاعدة منه علی المرئی حوت



تكیف المشف بالتسحاله

بكیف ضوء العین بعض قاله



و بانتساب النفس و الإشراق

منها لخارج لدی الإشراقی





[ صفحه 20]





و صدر الآرا هو رأی الصدور

فهو بجعل النفس رأیا یدری



للعضو إعداد إفاضة الصور

قامت قیاما عنه كالذی استقر [1] .



هذه الأبیات مع شرح قائلها تقرر الأقوال السبعة، و لسنا بصدد سردها و تقریرها سوی الإشارة إلیها.

قالوا: العین مركبة من عشرة أجزاء و هی سبع طبقات و ثلاث رطوبات:

1- الطبقة الصلبیة. 2- المشیمیة. 3- الشبكیة. 4- الرطوبة الزجاجیة. 5- الرطوبة الجلیدیة. 6- الطبقة العنكبوتیة. 7- الرطوبة البیضة. 8- الطبقة العنبیة. 9- القرضیة. 10- الملتحمة. [2] .

و إنما ذكرت الأجزاء لیعلم تفسیر «الجلیدیة» التی هی كالبرد و المرآة القابلة لانعكاس الصور فیها.

و هل الإبصار انطباع صورة المرئی فی البصر أو بشعاع خارج من البصر إلی المبصر أو بالحادث من الشعاع و هل الشعاع خیط واحد أو متعدد مستقیم أو مخروط أو أن الإبصار بالهواء المشف و تكیفه بین الرائی و المرئی یصیر آلة للإبصار؟

و العمدة قولان آخران:

الأول: أن الإبصار إنما هو نور النفس و إشراقها

و حاصله: أن المرئی یبصر بنور النفس الواقع منها علیه من غیر انطباع و لا شعاع بل بمقابله المستنیر مع العضو الباصر الذی فیه رطوبة مرآتیة و بتحقق سائر الشرائط المعتبرة فی الإبصار و فقد الموانع یقع للنفس علم حضوری علی المبصر فتدركه بالمشاهدة. [3] .

و القول الآخر: هو مختار السبزواری أشار إلیه بقوله:



و صدر الآرا هو رأی الصدر

فهو بجعل النفس رأیا یدری





[ صفحه 21]





للعضو إعداد إفاضة الصور

قامت قیامت عنه كالذی استقر [4] .



و حاصله أن الإبصار عند تحقق الشرائط هو إنشاء النفس صورة مماثلة للمرئی تكون مجردة عن المادة الخارجیة [5] المعبر عنه فی الشعر بجعل النفس و یرید من قوله:

و صدر الآرا هو رأی الصدر

أی: إن أحسن الأقوال قول الملاصدرالدین الشیرازی الذی یری هذا الرأی.

و الذی نراه أن الإبصار كالنطق و السمع و سائر القوی و الحواس كلها من شؤون النفس ما دامت فی الجسد من الإنسان الحی و إذا فارقت روحه الجسد بطل مفعولها فیه فی هذه الحیاة و ما ذهب إلیه التابع و المتبوع و كذا باقی الأقوال لا یساعدها العیان فالآراء إلا قول السهروردی مع إیضاح ممنوعة.

إذا تمهد ذلك فنقول:

لماذا اختار الرضا علیه السلام هذا المثل العجیب؟

الجواب لكونه مرئیا للجمیع إذا امتنع السؤال فیه امتنع فی غیره و المثل بالرؤیة فی المرآة رد علی كل من قال بالحلول أو الكثرة فی الوحدة، و الوحدة فی الكثرة و غیرها من الأقوال الفاسدة ثم هل النور الدال علی صورة الناظر فی المرآة و علی وجود المرآة كما قال علیه السلام: «فلا أری النور إلا و قد دلك، و دل المرآة علی أنفسكما من غیر أن یكون فی واحد منكما» نور النفس الذی هو الإبصار علی المسلك المختار أو شی ء آخر من الضوء المتموج فی الهواء الشفاف المعبر بالمشف فی الشعر.

و الحق أن نور الإله فی العالم و منه هذا النور، یزید قول الإشراق ثبوتا و إذا كانت النفس مؤمنة بالله عزوجل فإن نورها الإبصاری یكون أقوی من الأنفس غیر المؤمنة لأن الإیمان یسلك بصاحبه سبیل الحقیقة فتنجلی عنه غیاهب الأوهام حتی أن تفرس المؤمن مصحوب بنور الله كما فی الحدیث النبوی [6] و المؤمن یتقلب فی أنوار خمسة علی ما فی العلوی:



[ صفحه 22]



«المؤمن یتقلب فی خمسة من النور: مدخله نور، و مخرجه نور، و علمه نور، و كلامه نور، و منظره یوم القیامة إلی النور». [7] .

و هل الأمثال الكثیرة المذكورة فی الرضوی هی الأشیاء الشفافة أوالأ عم منها؟الظاهر هو الثانی.



[ صفحه 23]




[1] المنظومة 290 - 288.

[2] هكذا في در رالفوائد 312 - 311:2، في الأصل القرضية و الصحيح: القرنية قال فيه مؤلفه الشيخ الآملي قد جمعها الشاعر الفارسي:



كردآفريدگارتعالي بفضل خويش

چشمت بهفت پرده و سه آب منقسم



صلب و مشيمه و شبكه زجاج آنكهي جليد

پس عنكبوت و بيض و عنب قرن ملتحم.

[3] درر الفوائد 312:2.

[4] القيام عن النفس الصدوري كالمعلول عن العلة لا الحلولي المعبر عنه بالقيام فيها / دررالفوائد 313:2.

[5] المصدر.

[6] الوسائل 424:8، و الأمثال النبوية 49:1 رقم المثل 25.

[7] الحضال 277:1.